الموضوع: القول المُختصر في المسيح الكذاب الإشر

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. افتراضي القول المُختصر في المسيح الكذاب الإشر


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 4509 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    -1-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - جمادى الآخرة - 1428 هـ
    22 - 06 - 2007 مـ
    10:49 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين من أولهم إلى خاتم مسكهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلى من والاهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد..

    يا معشر المسلمين، حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن إلا الحقّ، ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقوله تعالى:
    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    يا معشر المُسلمين إنما جعلني الله المُنقذ لكم من فتنة المسيح الكذاب بسبب أحاديث الفتنة التي جعلت الحقّ باطلاً والباطل حقاً، ويريد المسيح الكذّاب أن يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله ربّ العالمين، وإنّهُ لكذابٌ لذلك يُسمّى المسيح الكذاب، وما ينبغي لابن مريم أن يقول ذلك، وقد علّمكم الله في القُرآن بأنهُ هو الشيطان الرجيم بذاته، وعلّمكم يا معشر المُسلمين بأنّه لولا فضل الله عليكم ورحمته بالبيان الحق للقُرآن على لسان المهديّ المنتظَر لاتَّبعتم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلاً منكم، وذلك هو التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وإليكم التأويل الحقّ لهذه الآية وليس بالظنّ اجتهاداً مني والظنّ لا يُغني من الحق شيئاً؛ بل بنص القرآن العظيم في نفس الموضوع، وليس قياساً ولا اجتهاداً بل بالبيان الحقّ من نفس القُرآن، ولا وحيٌ جديد. وإليكم التأويل الحقّ بإذن الله بسؤال افتراضي:

    ســـ 1: ومن هي الطائفة من المؤمنين الذين يحضرون مجلس رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - للاستماع إلى أحاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم إذا خرجوا من عنده يُبيِّتون غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام؟
    جــــ 1: إنّ تلك الطائفة هم المُنافقون من اليهود من شياطين البشر حضروا إلى محمدٍ رسول الله - صلى عليه وآله وسلم - وشهدوا بين يديه لله بالوحدانيّة ولمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة، وذلك حتى يكونوا من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ظاهر الأمر ويبطنون المكر، ويريدون أن يكونوا من رواة الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يستمع إليهم بعض المؤمنين فيرَوا لهم أحاديث غير التي قالها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك ليصدّوا المؤمنين عن سبيل الله فيفتنوهم عن طريق الحديث لأنهم علموا بأنهم لن يستطيعوا أن يفتنوهم عن طريق القرآن الذي وعد الله المؤمنين بحفظه من التحريف، وهذه الطائفة هي الطائفة التي ذكرها الله في سورةٍ أخرى فأنزل سورةً في شأنهم ومكرهم. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وتلك هي تصديتهم عن الله ورسوله يُبيِّتون غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام وأما بين يديه فيقولون الحقّ! فيُعجب رسول الله قولهم، وكذلك ليرى صحابته الحقّ بأنه أعجب رسول الله قولهم، وذلك حتى يثقوا فيهم فيأخذوا عنهم، وذلك لأنهم سوف يُبيِّتون بعد الخروج غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام حتى يصدّوا المؤمنين عن الحقّ وخصوصاً من بعد موت محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    ســــ 2: ولكن الله بيّن لمحمدٍ رسول الله شأنهم في سورة المُنافقون فلماذا لم يطردهم؟
    جــــ 2: لم يقمْ رسول الله بطردهم وذلك لأنّ الله أمره أن لا يطردهم وأن يعرض عنهم وإنما ليحذرهم. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم.

    ســــ 3: ولماذا أمر الله رسوله أن يعرض عنهم فلا يطردهم؟
    جــــ 3: لقد أمر الله رسوله أن لا يطردهم ليعلم من الذي سوف يصدّق بالبيان الحق للقرآن فيستمسك بحبل الله القرآن العظيم ممن سوف يكذب بالبيان الحق للقرآن فيعرض عنه ويزعم أنه يؤمن به ثم يستمسك بأحاديث تُخالف حديث الله جملةً وتفصيلاً، وذلك لأنّ القُرآن هو المرجع لسنة محمدٍ رسول الله، وما كان من السُّنة ليس من عند الله ورسوله فإن المؤمنين سوف يجدون بين الأحاديث المُفتراة وبين القُرآن اختلافاً كثيراً، وذلك إذا تدبّروا القُرآن المُحكم والواضح والبين وليس المُتشابه. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ســــ 4: وما هو الأمر {مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} المؤمنين؟
    جــــ 4: أما {أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ} فهو قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7]، وذلك لأنه من أطاع الله ورسوله فله الأمن في الحياة الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً. وأما قوله {أَوِ الْخَوْفِ} وذلك هو مكر شياطين البشر من اليهود ليظنّ المُسلمون بأنه أمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما المعنى لقوله {أَذَاعُوا بِهِ}، وذلك اختلاف عُلماء الأمة في شأن الأمر في هذا الحديث، فمنهم من يقول إنّه حقٌ عن رسول الله، ومنهم من يُكذب به أنّه عن رسول الله، ومنهم من يُضعفه أو يطعن في راويه، ومن ثم يذيع الخلاف بين عُلماء الأمّة، ولكنهم إذا ردّوه إلى القرآن العظيم فسوف يعلم حقيقة هذا الحديث أئمتهم أولوا الأمر منهم فيستنبطون لهم الحكم الحقّ في شأن هذا الحديث فيثبتوه أنه حقّ من عند الله ورسوله بالبرهان بنصّ القرآن أو ينفونه فيقدمون البرهان بنصّ القرآن بأنه مُفترى ولم يكن من عند الله ورسوله نظراً لأنهم وجدوا بأنّ بين هذا الحديث المُفترى وبين حديث الله اختلافاً كثيراً، ومن هُنا علم أولو الأمر والذين هم من أهل الذكر بأنّ هذا الحديث لم يكن من عند الله ورسوله نظراً لاختلافه مع حديث الله، ومن أصدق من الله حديثاً؟

    ســــ 5: وما معنى قوله في نفس الآية { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ }؟
    جـــــ 5: ويقصد به المُسلمين بأنه لولا فضل الله عليكم ورحمته لاتّبعتم الشيطان إلا قليلاً، وذلك لأنّ اليهود استطاعوا أن يدسّوا أحاديث الباطل في سُنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتكون ضدّ المهديّ المنتظَر فيكذّبه المسلمون فيتّبعون خصمه الشيطان الرجيم الذي هو نفسه المسيح الكذاب، وذلك لأنّ المهديّ المُنتظَر لم يأتِ بكتاب جديدٍ بل البيان الحقّ للقرآن، فيبيّن لهم حديث الحقّ من الحديث الباطل بمرجعية البيان الحقّ للقرآن، ولذلك أخاطب الناس بالقرآن والرجوع إليه ناظرين فيه نظرة التدبّر كما أمرهم الله بذلك، واليماني المُنتظَر الذي هو نفسه المهديّ المنتظَر هو فضل الله عليكم ورحمته والمُنقذ لكم ولولاه بإذن الله لاتّبعتم الشيطان (المسيح الكذاب) يا معشر المسلمين إلا قليلاً، ولذلك يُسمّى المهديّ المنتظَر (المنقذ) أي المُنقذ للمسلمين من فتنة الشيطان الرجيم والذي هو نفسه المسيح الكذاب، وقد بيّنّا لكم لماذا يُسمّى المسيح الكذاب، وذلك لأنه سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنه الله مُستغِلاً البعث الأول ومُستغِلاً عقيدة النصارى حتى يُري الناس بأن المغضوب عليهم والضالين هم على الحقّ، وأنَّ المُسلمين الذين أنكروا ألوهية ابن مريم أنهم على الباطل. ولذلك قال الله تعالى مخاطباً المُسلمين وليس غيرهم فقال: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    فهل تبيّن لك يا حسين ابن عمر وللمسلمين بأنّ المسيح الكذاب هو ذاته الشيطان الرجيم إبليس؟ وذلك لأنّ هذه الآية تكلمت عن اليهود الذين تظاهروا بالإيمان ليدسّوا لكم أحاديث الفتنة فيتّبعها الذين في قلوبهم زيغٌ عن القرآن العظيم فيصدّقونها ويروونها للمسلمين جيلاً من بعد جيل، فيبيِّتون أحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم نجد في نفس الآية بأنّ الله يأمر المؤمنين أن يقوموا بالمُقارنة بين الأحاديث التي ذاع الخلاف بينهم بسببها ومن ثم يقومون بالمقارنة بينها وبين القرآن، ومن ثم علّمكم الله بقاعدة المرجعية الأساسية بأن ما كان منها ليس من عند الله ولا رسوله فحتماً بلا شك أو ريب سوف يجدون بأن بينها وبين القُرآن اختلافاً كثيراً، ومن ثم جاء في نفس الآية ذكر المهديّ المُنتظَر وذكر المسيح الكذاب وذلك في قوله في نفس الآية
    {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}.
    فاتّبعوني أهدِكم صراطاً مُستقيماً، ولا تتّبعوا الشيطان الرجيم المسيح الكذاب إبليس لعنة الله عليه في كُلّ ثانيةٍ في السنين إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، فبلغوا عني يا معشر عالم الإنترنت وكونوا من نوّابي المُبلغين عني حتى يُظهرني الله على العالمين..

    والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم..
    اليماني المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر والإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر؛ الإمام ناصرمحمد اليماني.
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  2. افتراضي الأحاديث اليهودية التي تخالف حقائق آيات الله في القرآن العظيم


  3. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 4511 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..


    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    11 - 04 - 2009 مـ
    02:35 صباحاً

    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم..
    فهل جعلت الله إنساناً وأن ليس الفرق إلا أنّ الله ليس بأعور؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! وقال الله تعالى:
    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].

    وقال تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    والآية مُحكمةٌ يفتيكم الله فيها أنهُ هو الذي أنزل المطر من المزن، سُبحانه! بمعنى أنّ هذه آيةٌ من آيات الله فلا ينبغي أن يأتي بها سواه، فكيف يؤيّد بها من يدعي الربوبيّة وهي من آياته وبرهانَ وحدانيته، سُبحانه! إذاً لا حُجّة لله علينا إن صدّقنا ولكن الله لن يجعل لنا عليه سُلطاناً سُبحانه؛ بل لله الحُجّة البالغة، ولا أجد في الكتاب تصديقاً لهذا الافتراء الأعظم بل أجد التحدي من ربّ العالمين أنها لن تطيع أمر الباطل مثقال ذرةٍ من السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22].

    وذلك لأنّ المسيح الدجال لو يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت إذاً ليس لله حُجّة علينا إن كنتم صادقين وذلك لأنه تحدى في ذلك والآية واضحةٌ وجليةٌ:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ}، بمعنى أنه لن يطيع المسيح الدجال مثقال ذرةٍ من السماء والأرض وذلك لأنّ الباطلَ لم يُشارك الله في خلق السماوات والأرض ولذلك لن يطيع أمره مثقال ذرةٍ من السماء والأرض برغم أنّ المطر لم يأتِ من السماء الدُنيا بل من المُزن حول الأرض وهي السحاب، ولكن نزول المطر من آيات الله وما دام سوف يؤيّد بآياته المسيح الكذاب فلماذا يقول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:6]. أي تلك آيات الله الدّالة على وحدانيّته نتلوها عليك بالحقّ ومنها: {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم، فكيف يؤيّد بآياته عدوّه وهي البرهان على وحدانيته في الكتاب أفلا تعقلون؟

    فأيّ عُلماءٍ أنتم يا قوم! أقسم بالله العظيم لا يُصدق بهذا الإفك والزور والبُهتان حمارٌ لا يعقل؛ مع احترامي لعُلماء الأمّة. ولكن كيف تتبعون افتراءً يُخالف كافة الآيات المُحكمات في القرآن العظيم، وكذلك لا يقبله العقل والمنطق وبينهما اختلافٌ كثيرٌ؟ أفلا تتقون؟
    ولدينا أكثر من ألف دليلٍ من مُحكم القرآن العظيم على نفي هذه العقيدة المنكر في عقيدة فِتَنِ الدجال، وإنما يريد أعداء الله أن يفتنوكم عمّا جاء في الكتاب، وقد فعلوا وصدّوا عن سبيل الله ألا ساء ما كانوا يفعلون، ولكنكم لن تستطيعوا أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ من القرآن العظيم على إثبات ذلك بل سوف تجدون العكس تماماً يفتيكم الله أنّ آيات وحدانيّته لا ينبغي أن يأتي بها سواه، ولذلك تجدونه يتحدّى ويقول سُبحانه:

    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ}

    {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾}

    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}
    صـــدق الله العظيم

    ولكنكم كفرتم بآيات وحدانيته وتزعمون أنكم لا تزالون على الهدى، والمنافقون قد ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بكافة آيات الله في مُحكم القرآن العظيم، والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، ففروا من الله إليه فقد أخرجكم أعداؤه عن الصراط المُستقيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 4512 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - جمادى الأولى - 1430 هـ
    23 - 05 - 2009 مـ
    02:46 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    أخي الكريم إليك الردّ بالحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    وإنّما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس، وأتْبَع الملك ماروت لأنّ ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعد أن حوّله إلى إنسانٍ ولكنّه كان من الملائكة ويزعم أن لو يصطفيه الله خليفةً فإنَّه لن يفسد في الأرض أبداً؛ بل هو كان من أشدّ المستنكرين كيف يصطفي الله آدمَ خليفةً! ويرى أنّه أولى من آدم فهو من الملائكة خلقه الله من نورٍ ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسرعان ما اتَّبع هواه وللأسف يئِس من رحمة الله ثم أتْبَعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله، وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٧٨وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩} صدق الله العظيم [الأعراف].


    وهؤلاء في النار الاثنان هاروت وقبيله ماروت، تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [الحشر].

    وذريّتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذرية بينهما هجينة، أمهاتهم من ذريّات الملك هاروت وهو الشيطان وآباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفان شياطين الإنس والجنّ يعملون على إضلال الإنس والجنّ بالأرض ذات المشرقين وكانوا يصدقونهم بظنّهم أن لن يجرؤوا قول الكذب على الله، ولذلك كانوا يصدّقونهم، ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم، ولذلك قالوا: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥} صدق الله العظيم [الجن]، بمعنى أنَّ الجنّ كانوا يصدّقون صنفاً آخر وهم شياطين الجنّ وشياطين الإنس وكان يصدّقهم الإنس والجنّ بظنّهم أنّهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنفٌ من الإنس وهم من ذريّة ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهَقاً.

    المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي :
    1 - عالَم الجنّ الشياطين وأبوهم ملك كان من الجنّ وهو الملك هاروت وهو نفسه ابليس.
    2 - وعالَم الإنس كان أبوهم من الملائكة وهو الملك ماروت فصار إنساناً وذريّته يعبدون الشياطين.
    3 - وعالَم آخر شياطين البشر ذريّات أناس منكم، أمهاتهم إناث الشياطين ولكنّ آباءهم منكم من شياطين البشر، وقد استكثرت إناث الشياطين من ذريّات الإنس، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖوَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} [الأنعام].

    والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان اكفر فكفر، وليس المقصود به آدم؛ بل خليفة من بعد آدم وإنّما جعله الله إنساناً ذا شهوةٍ واتّبعَ هواه بادئ الأمر ثم أتْبَعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه بأنّ الله لن يغفر له، فيئِس من رحمة الله. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [الحشر].

    ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت، وذريّتهم يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وآباؤهم من البشر من هذا العالَم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمَّة، والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصودون بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧} صدق الله العظيم [الجن].

    وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عما قاله الجنّ عن أخبار عالَم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن:
    {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧} صدق الله العظيم [الجن].

    وكان مكرهم الأول أنّ أحدهم يقول إنَّه الله والآخر المسيح ابن الله ولكنّ الجنّ اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن، ولذلك قالوا:
    {وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥} صدق الله العظيم [الجن].

    ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادَّعى الربوبيّة واتّخذ صاحبة وولداً، ولكنّ الجنّ لا يعلمون مُطلقاً بنبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - و أُجريَ عليه تكتيم كامل من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذّاب ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب لأنّ الشيطان يريد أن يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم ويدّعي الربوبيّة، وأجرى تكتيماً كاملاً عن عوالِم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم، لدرجة أنّ الجنّ كانوا يظنون أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعثه الله من بعد نبيّ الله موسى، فهم لا يعلمون أنّ الله بعث محمداً رسول الله من بعد عيسى، ولذلك قصَّ الله لنا ما قاله الجنّ لقومهم، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ} صدق الله العظيم [الأحقاف:29-30].

    ولله حكمة من ذلك أنّ أخبرنا أنّ الجنّ لا يعلمون بأنّ القرآن أُنزل من بعد عيسى، ومن ثم علّمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطّته المستقبليّة، وبإذن الله سوف أُفشلُ مكرَه بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.

    واعلموا إنَّ عوالم الأرض ذات المشرقين صنفٌ منهم من الإنس كان أبوهم من الملائكة، وصنفٌ هجين من الإنس أمهاتهم من ذريّات الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين؛ أولئك الذين غيَّروا خلق الله طاعةً لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨} صدق الله العظيم [النساء].

    فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذريّاتهم يُضللون الجنّ والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحقّ وهم يعلمون. وكانت الجنّ تصدّقهم بظنٍّ منهم أنّه لن يتجرّأ أحدٌ بالكذب على الله، كما يكذب عليكم آباؤهم ها هنا الذين ضللوكم عن الصراط المستقيم وما يزالوا، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون.

    فهل فهمت الخبر وبيان المهديّ المنتظَر للذكر أيّها الباحث عن الحق المحترم؟ نوَّر الله قلبك وطهَّرك وبصَّرك بالحق وثبّتك على الصراط المستقيم.


    وأُحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكةً في الأرض يخلفون، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام ناصر محمد اليماني .
    _____________



    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    11 - 04 - 2009 مـ
    11:18 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــ

    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].

    وقال الله تعالى:
    {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

    وذلك هو قبيل الشيطان الملك ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج ومعهم خليطٌ من ذريّات شياطين البشر وهم من كلّ حدْب ينسلون ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 4513 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - جمادى الأولى - 1430 هـ
    24 - 05 - 2009 مـ
    01:43 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــ



    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أيها الدارس! فهل عندك سُلطانٌ بهذا أنّ النفر من الجنّ ليلةَ حضروا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور على رجلٍ يتلو القرآن وهو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ فهل لديك برهانٌ أنّه قرأ لهم القرآن كُلَّه؟ حاشا لله! وإنما استمعوا لما تُلي من القرآن تلك الليلة فلما قُضي ولَّوا إلى قومهم مُنذرين؛ بل لم يكن يعلم بهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وإنّما أُوحي إليه من بعد ذلك أنّه استمع إليه نفرٌ من الجنّ أثناء نافلة الليل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً} صدق الله العظيم [الجن:1].

    وبما أنّ محمداً رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلم لم يتلُ لهم القرآن جميعاً لأنّه لا يعلم تلك الليلة أنّه يستمع إليه نفرٌ من الجنّ، ولو علم بهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لما استطاع أن يتلو عليهم القرآن جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ، وذلك لأنّه لا يتلوه سريعاً بل أمره الله أن يتلوه بالترتيل شيئاً فشيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَ‌تِّلِ الْقُرْ‌آنَ تَرْ‌تِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ‌ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ‌ اسْمَ رَ‌بِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّ‌بُّ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْ‌هُمْ هَجْرً‌ا جَمِيلًا (10) وَذَرْ‌نِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْ‌جُفُ الْأَرْ‌ضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا (14) إِنَّا أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْكُمْ رَ‌سُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْ‌سَلْنَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ رَ‌سُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْ‌عَوْنُ الرَّ‌سُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْ‌تُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ‌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَ‌ةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِ سَبِيلًا (19)} صدق الله العظيم [المزمل].

    بل حتى ولو قرأه سريعاً ومهما كانت سرعته لا يمكن أن ينتهي من تلاوته من بعد العشاء إلى نصف الليل أو أنقص من نصف الليل بقليل؛ بل حتى ولو إلى الصباح لما استطاع أن يحصي لهم القرآن كُلّه، فهو يُرتّله ترتيلاً كما أمره ربه ولم يقرأه سريعاً ولو قرأه سريعاً لما أحصاه يا أيها الدارس لأنّ الله يُقدِّر الليل والنهار ولن يستطيع أن يحصي القرآن في ليلةٍ واحدةٍ والقرآن كثيرٌ، ولا ولن يستطيع محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحصي القرآن كُلّه ولا الذين معه، ولذلك عفى الله عنهم أن يقرأوا القرآن كُله في ليلة، وقال لهم أن يقرأوا ما تيسر من القرآن. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

    فهات بُرهانك أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تَلا عليهم القرآن كُلّه في ليلةٍ واحدةٍ، ولكنك تجد الله يفتيك أنهُ لا يستطيع أن يحصي القرآن في ليلةٍ محمدٌ رسول الله ولا الذين معه من صحابته الأخيار، ولذلك قال الله لهم أن يقرأوا ما تيسر:
    {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي



    اقتباس المشاركة 4514 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - ذو الحجة - 1429 هـ
    18 - 12 - 2008 مـ
    03:21 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــ


    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشِر
    وسؤال إلى السائل والإجابة على سؤاله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    إليك سؤالي أيها السائل والسؤال هو:
    هل الله سُبحانه وتعالى قال لملائكته بأنّه جاعلٌ في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى خليفةً فإذا سوّاه ونفخ فيه من روحه أمرهم الله أن يكونوا له ساجدين؟ وأعلم بجوابك علينا وسوف تقول. قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم، وكذلك إلى قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّة وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ. فَأَزَلَّهُمَا الشّيْطان عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} صدق الله العظيم، فتدبّروا كافة الآيات التي وردت في هذا الشأن وسوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون، فتدبّروا الآيات المُحكمات التي وردت في أمّ الكتاب في هذا الشأن وسوف تعلمون. قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

    وقال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كما قال:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم [الحجرات:13].

    وقال تعالى:
    {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} صدق الله العظيم [الأعراف:189].

    وقال تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    كما قال في الآية الأخرى:
    {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55].

    وقال تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وقال تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وقال تعالى:
    {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [طه].


    ومن بعد التدبر سوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون بما يلي :

    1- إن الله لم يجعل آدم خليفةً في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى بل جعله خليفةً في الأرض، بمعنى أنه يوجد لله جنة في الأرض بلا شكّ أو ريبٍ وهي التي جعل الله فيها خليفة على من كان فيها من الجنّ، وكذلك أمر الملائكة بالطاعة لخليفة ربهم سجوداً لله، ويُستنبط من تلك الآيات دليل الخلافة أنّها في الأرض من بادئ الأمر والدليل قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم.

    2- ومن ثم نستنبط بأنّ هذه الأرض فيها جنة لله والدليل قول الله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّة فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    3- ثم نستنبط أنّ الله قد أمر إبليس بالخروج منها ثم طلب من الله أن يُنظِرَه فيها حتى يفتن من كرّمه الله عليه! وطلب الشيطان من الله هذا الطلب من باب التحدي لئن أخّره ثم أجابه الله لطلبه وحذّر آدم منه وقد سمع آدم التحدي من إبليس وإعلان العداوة لآدم وزوجته وذريتهم أجمعين ويستنبط ذلك من قول الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ولكنّ الله وعد الشيطان ليُخرجَنّه منها مذموماً مدحوراً بهزيمة نكراء ومن ثمّ يدخله جهنم وساءت مصيراً. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    4- ومن ثم يتبيّن لكم أنّ الخروج من الأرض إلى الأرض أي من الداخل إلى الخارج، وذلك هو الهبوط من معيشة النعيم إلى الحضيض في المعيشة، وفي الحقيقة هو الخروج من الجنّة إلى حيث أنتم في كبدٍ وعناءٍ وشقاءٍ، وذلك لأنّ الله أنظر إبليس في هذه الجنة حسب طلبه من باب التحدي لئن أَخّره الله ليفتِن آدم وزوجته فيجعلهم يطيعون أمر إبليس ويعصوا أمر ربّهم ثم أجاب الله طلب إبليس ومن ثم حذّر الله آدم وزوجته من إبليس أن لا يخرجهم من العزّ إلى الشقاء. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين ذلك هو الشيطان بذاته هو المسيح الدجال ولا يزال في جنة الله في الأرض من تحت الثرى وتلك هي جنة الفتنة وفيها المسيح الدجال يريد أن يفتنكم بها ولكن الله وعدكم بها في الدُنيا من قبل جنة الآخرة فيُحييكم فيها حياةً طيبةً في أرض لم تطؤوها فيرِثُكم الله أرضهم وديارهم في الدُنيا تصديقاً لوعد الله للمُسلمين في قول الله تعالى:
    {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

    وتلك الأرض هي الأرض التي لم تدعسها قدم مُسلمٍ من أمّة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فإن أطعتم الشيطان وعصيتم خليفة الله الإمام المهديّ ذهبت عنكم فلا يعدكم الشيطان إلا غروراً، فإن أطعتم المسيح الدجال الذي هو ذاته الشيطان الرجيم فلن تنالوها وقد كانت في يد آدم وزوجته حتى إذا عصوا أمر ربهم وصدّقوا الشيطان خرجوا مما كانوا فيه من العزّ، وكذلك أنتم لئن عصيتم أمر الله وصدقتم الشيطان الرجيم فلا يفتنكم بها الشيطان كما أخرج أبويكم فقد حذركم الله فتنته. وقال الله تعالى:
    {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقد علّمكم محمدٌ رسول الله عن يوم هذه الأرض التي يسكنها وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أن يوم الدجال كسنة من سنينكم، وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ يومه كسنة ] أي يومه كسنة من سنينكم.

    ويا أيها الناس إنّما أكلِّمكم بالعلم الحقّ الذي سوف تجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وأنتم لا تزالون في الدُنيا ولا أتّبع خزعبلاتكم التي لا يقبلها العقل والمنطق وقد فصلنا لكم جنّة الفتنة التي كانت سبب فتنة آدم فحرص عليها وعلى البقاء فيها وإنّما خوّفه الشيطان أنّ الله لم ينهَه عن تلك الشجرة حتى لا يكونا ملَكين خالدين في ذلك النعيم الذي هم فيه وحرصاً على ذلك أكلا من الشجرة، فلا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة إني لكم ناصح أمين، وهذه الجنة هي من تحت الثرى وهي لله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم [طه:6].

    ولها مَشْرِقان من جهتين مُتقابلتين وهي الأرض ذات المشرقين ومَشْرقاها هما ذاتهما مَغْرِباها وربهما الله وليس عدوّه وعدوّكم المسيح الدجال. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].

    بمعنى أنّ لها بوابتين إحداهما في أطراف الأرض جنوباً والأخرى في منتهى أطراف الأرض شمالاً، وأعظم بُعد بين نقطتين في هذه الأرض هو بين هاتين البوابتين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [زخرف:38].

    وذلك لأنّ أعظم بُعد بين نقطتين في هذه الأرض هي بين نقطتي المشرقين لأنهما في جهتين مُتقابلتين وتشرق عليها الشمس من البوابة الجنوبيّة فتخترق أشعة الشمس هذه الأرض المفروشة حتى تخرج أشعتها من البوابة الشماليّة نظراً لأنّ هذه الأرض مُستوية التضاريس قد مهّدها الله تمهيداً وفرشها بالخُضرة فمهّدها تمهيداً فتراها بارزةً وليس لها مناكب مختفية بل بارزةً مستويةً فرشها الله بالخُضرة ومهّدها تمهيدًا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿٤٧﴾ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    بمعنى أنّه جعلها بارزةً ممهّدةً إذا كان أحدكم في إحدى بوابتيها فإنّه سوف يرى الشمس في السماء مقابل بوّابتها الأخرى وذلك هو وصف تضاريسها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم؛ تلك الأرض التي وضعها الله للأنام فيها فاكهةٌ والنّخل ذاتُ الأكمام والحَبُّ ذو العَصف والريحان. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وأذكِّرُكم قول الله تعالى:
    {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} صدق الله العظيم، فها هي الأرض التي لم تطؤوها نفقٌ في الأرض أمامكم بين أيديكم من آيات الله من آيات التصديق لهذا القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً، فبأي نِعَمِ الله تُكذِّبان يا معشر الكفار من الإنس والجان؟ قال تعالى: {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأرى الجاهلين منكم يُكذِّبونني بسبب لماذا لا أظهر لهم برغم أنّي أخاطبهم بكلام الله الذي هم به يؤمنون فكذلك يتّخذونه مهجوراً ثم يكذبونني ويحاجونني لماذا لم أظهر فأواجههم؟ وهل لو ظهرتُ لهم سوف أقول لهم كلاماً غير هذا فيصدقونني؟ وما الفرق بين ظهوري ما داموا لم يصدّقوا بالحقّ بين أيديهم، وليس مكتوباً على جبيني الإمام المهديّ المنتظَر وإنّما أنا بشر مثلكم أعلِّمكم البيان الحقّ للقرآن فأستنبطه من ذات القرآن، أم إنّكم لا تُصدّقوا بأرضٍ هي نفقٌ في الأرض لم تطؤوها يا معشر المُسلمين، وفيها من آيات الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْ‌ضِ} [الأنعام:35].

    وأنّي أريد أن أغزوها فلا ننتظر حتى يغزونا المسيح الدجال خشية أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكفر نظراً لفتنة الملكوت الذي أخرجكم منه، وإنا فوقهم قاهرون. ويريد الله أن يجعلكم أمّةً واحدةً على الحقّ، ولو يدعوكم المسيح الدجال إلى الكُفر بالله يا معشر هذه الأمّة لاتّبعتموه نظراً لفتنة المُلك الذي في هذه الأرض وإنما هي زينة الحياة الدُنيا وزُخرفها، ولا يريد الشيطان أن يدخلها إلا من كفر بالله واتّبعه وعصى الإمام المهديّ المنتظَر، وأقسم بربّ العزّة والجلال لأخرجنّه منها بقدرة الله مذموماً مدحوراً هو وجميع جيوشه الذين يعدّهم من ذُرّيات البشر من اليهود آباؤهم من البشر وأمهاتهم إناثٌ من شياطين الجنّ فيجامعوهنّ من الذين غيّروا خلق الله، فيلدن عند المسيح الدجال الشيطان الرجيم، فإنا فوقهم قاهرون بإذن الله العزيز الحكيم، فيوّرثني الله ومن معي أرضهم وديارهم وأموالهم بأرضٍ لم تطؤوها. تصديقاً لوعد الله بالحقّ:
    {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

    فأمّا قوله:
    {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} فهو يخصّ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن معه، وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} فهو يقصد الإمام المهديّ وحزبه الذين هم أنفسهم حزب محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وجميعنا حزب الله؛ ألا إنّ حزب الله هم الغالبون، ويورثنا ملكوت تلك الأرض من الديار والأموال، هي الأرض التي وعدكم الله بها ولم تطأها قدم مُسلمٍ من الأمّيين بعد، وتلك هي جنة الفتنة قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وزخرف ومعارج عليها يظهرون تسلط عليها المسيح الدجال الذي يدعو الناس إلى الكفر بالله الحقّ، ويدعي الربوبيّة بغير الحقّ، ويعد الكُفار بدعوة الحقّ بهذه الديار التي أسقفها من الفضة وأبوابها من الذهب، ويريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكُفر، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، وذلك البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولولا فضل الله عليكم يا معشر المُسلمين ببعث المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لاتّبعتم الشيطان مع الناس إلا قليلاً، وذلك لأنّ الشيطان هو المسيح الدجال ذاته الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً كافرةً واحدةً، فابتعثني الله له بالضدّ فأجعل الناس بإذن الله أمّةً واحدةً على الهُدى على صراطٍ مُستقيم، فيحشر الله لعبده جنوده من البعوضة فما فوقها ولما زاد مُسلمي اليوم إلا كفراً وإنكارا للحقّ نظراً لتغيير ناموس آيات التصديق بالكتاب، وافتروا على الله أنه يؤيّد دعوة الباطل بآيات التصديق من عنده كقولهم أنّ الله يؤيد المسيح الدجال بالآيات من عنده سبحانه، فكيف يؤيد الباطل بآيات التصديق أفلا تعقلون؟ فإذا لو يؤيّد الله الإمام المهديّ بجنوده من البعوضة وما فوقها من خلق الله في السماوات وفي الأرض ضدّ المسيح الدجال وجيوشه إذاً لقال المُسلمون إن الإمام المهديّ هذا الذي أيده الله بهذه الآيات كُلها إذاً هو المسيح الكذاب! برغم أني لن أدعي الربوبيّة، وأعوذ بالله.. ولكنهم لن ينظروا لدعوتي الحقّ بل سوف ينظرون لكثرة آيات التصديق من السماء والأرض، فيحشر الله عليهم جُنود المهديّ المنتظَر من جميع أقطار السماوات والأرض إذا لقالوا: "إن المهديّ هذا الذي أيده الله بكل هذه الآيات إذاً هو المسيح الدجال الذي حذرنا منه محمدٌ رسول الله وأخبرنا بأن الله سوف يعطيه ملكوت كُل شيء". إذاً لن تزيدكم آيات التصديق إلا كفراً يا معشر مُسلمي اليوم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    والسبب هو أنكم غيّرتم ناموس الحقّ في الكتاب وصدّقتم الباطل وكذّبتم الحقّ واتّبعتم الباطل المُفترى، وأُقسم بالحقّ والحقّ أقول أنّ الذين يعتقدون بأنّ الله يؤيّد الباطل بآياته إنّهم الأشدّ كفراً بالحقّ في الكتاب؛ بل الكفار في الأمم الأولى أعقل منهم حتى فرعون أعقل من المُسلم الذي يعتقد أن الله يؤيّد بآياته تصديقاً للباطل؛ بل فرعون أعقل منه لأنه يعلم إنّما آيات التصديق يؤيّد بها الربّ الحقّ لأوليائه تصديقاً لدعوتهم إن كانوا على الحقّ، فانظروا لردّ فرعون على رسول الله موسى الذي يدعوه إلى ربّ العالمين:
    {قَالَ فِرْ‌عَوْنُ وَمَا ربّ العالمين ﴿٢٣﴾ قَالَ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَ‌بُّكُمْ وَرَ‌بُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَ‌سُولَكُمُ الَّذِي أُرْ‌سِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ قَالَ رَ‌بُّ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـٰهًا غَيْرِ‌ي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴿٢٩﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِ‌ينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا لردّ فرعون على موسى:
    {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾} وذلك لأنّ ربّ موسى إذا كان حقاً فسوف يؤيّد دعوة الحقّ بمعجزة التصديق، ولذلك حكم فرعون لئن جاء بآية التصديق من ربِّه الذي بعثه بالحق فقد أصبح من الصادقين، ولذلك كان رد فرعون على موسى بل وجعله حكماً مُسبقاً بينهم بالحقّ قبل أن يريه موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾}. وأمّا أنتم يا معشر المُسلمين الذين يعتقدون أنّ الله يؤيد بآياته تصديقاً لدعوة الباطل وكذلك تصديقاً لدعوة الحقّ فأولئك الأنعامُ أعقل منهم بل هم أضلّ سبيلاً.

    ونسفتُ هذه العقيـــــدة المُنــكرة ....

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي سؤال عن المسيح الدجال

    هل سبق و رأيت الجن
    هل سبق و رأيت الدجال
    ما هو الحديث الدي يصفه
    هل هو أعور باي عين يرى اليسرى أم اليمنى
    لمادا أصبح أعور

  8. افتراضي

    ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ( 34 ) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ( 35 ) وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ( 36 ) فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ( 37 ) )

    (ان الله هوربي وربكم فاعبدوه هذاصراط مستقيم (64) فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين ظلموامن عذاب يوم اليم )

    امامي الفاضل هذي ايتان من سورتان مختلفتان تتحدث عن رجعة السيدالمسيح ابن مريم علية السلام
    والاحزاب هنا الطوائف المختلفة في شانة اليس كذلك ماهي الاحداث التى ستحصل فصلة لنا بشكل اكبر وهل سيكذب اكثر الناس

    المسيح ابن مريم علية السلام بانة ليس ابن الله وستتبع المسيح الكذاب وهل سيكون المسيح الحق

    والكذاب بنفس الصورة ام لا واين سيتم قتل المسيح الكذاب وماهوالسلاح الذي سيقتل بة هل مع

    المسيح ابن مريم علية السلام سلاح وضع بتابوت لقتلة بة







  9. افتراضي

    انتظرالاجابة

  10. افتراضي

    امام متى ستفصل فتنة هذاالشيطان الاشراكثر لكي نامن مكرة فاراهاسوال مهم

    وقدقمت بعمل قسم عن فتنة في موقع اخرلك لكي لاينخدعة بة احد

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. أخي إنك تسأل عن المسيح الكذاب ولكننا قد أفتينا في شأنه أنه سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-11-2014, 01:48 PM
  2. القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 04-11-2012, 10:24 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •